بفرح وغبطة تلقينا مثلما تلقى أبناء شعبنا الكويتي أنباء الانتصار الظافر للشعب الليبي الشقيق في ثورته ضد نظام الاستبداد الذي جثم على كاهل ليبيا أكثر من أربعة عقود من الزمان ذاق خلالها الليبيون الأَمَرّين من ظلم الطاغية المستبد؛ ومن تسلطه الجائر وطيشه الأخرق وعبثه غير المسؤول؛ ومن فساد أبنائه واستهتارهم.
ونحن إذ نهنئ الشعب الليبي الشقيق بمناسبة انتصاره ضد الطاغية، فإننا نثق في قدرة هذا الشعب العظيم على بناء ليبيا الجديدة، ليبيا الحرية والديمقراطية، ليبيا الموحدة، في الوقت الذي نأمل فيه أن يتحلى الشعب الليبي باليقظة والحذر تجاه أجندات بعض الأطراف التي قد تحاول حرف ثورته عن أهدافها الوطنية والديمقراطية، بما في ذلك الانتقام أو عدم تسليم السلاح إلى الدولة الجديدة، وكذلك الانتباه إلى محاولة حلف الأطلسي استغلال ما سبق أن توفر له من غطاء دولي للتدخل العسكري في قصف قوات الطاغية قبل سقوط نظامه للتدخل السياسي مستقبلاً في الشؤون الداخلية لليبيا والتحكّم في مقدراتها الاقتصادية وخياراتها الوطنية.
إنّ سقوط رموز أنظمة الاستبداد والفساد في تونس ومصر وأخيراً في ليبيا إنما هي بداية عصر جديد في وطننا العربي الكبير سيكنس البقية الباقية من هذه الأنظمة ويطوي صفحاتها البغيضة، وهذا ما نتطلع إلى قرب تحققه في سورية واليمن.
ومن هنا فقد أصبح لزاماً على بقية الأنظمة العربية الحاكمة، بما في ذلك الأنظمة الخليجية في دول مجلس التعاون، أن تبادر على الفور إلى التخلي عن نهج احتكار السلطة؛ وأن تستجيب إلى المطالب الحقّة لشعوبها في الحرية والديمقراطية؛ وتلبي تطلعاتها نحو الإصلاح والتغيير التي أصبحت استحقاقات غير قابلة للمماطلة والتأجيل.
"التيار التقدمي الكويتي"
23 أغسطس 2011